فالشيخ عبد المتين بن عبد الرحمن السلفي كان جالسا اليوم السبت في الساعة احدى عشرة صباحا في مكتبه الواقع بكشن غنج فأحس الذهاب إلى دورة المياه لقضاء الحاجة فذهب إلى دورة المياه وقضى حاجته وبينما كان راجعا إلى المكتب إذ إرتعش جسده فحمله أحباءه بأقرب مستشفى كلية الطب الواقعة بكشن غنج ولكن وافته المنية وهو في الطريق الى المستشفى في الساعة احدى عشرة وخمس وأربعين دقيقة بعمر يناهز حوالى خمسة وخمسين وسيوارى جثمانه الثرى ظهر يوم الأحد بمسقط رأسه بهلكي بمديرية مالده بغرب البنغال وخلف وراءه أربعة أبناء وخمس بنات بالإضافة إلى زوجتين . وقد وفقه الله تعالى للأعمال الخيرية والعلمية ومن أكبر الأدلة عليها تأسيسه جامعة الإمام البخاري وجمعية التوحيد الخيرية . وقد سعدت بزيارة جمعية التوحيد التعليمية قبل عشر سنوات بمناسبة الدورة التدريبية التي عقدتها الجامعة الإسلامية في رجاب جامعة الإمام البخاري فرأيت كأن الشيخ أسس مدينة تعليمية في منطقة كشن غنج وفي الحقيقة هي مدينة تعليمية تسمى بـ معهد آباد ، فإن وفاة الشيخ عبد المتين بن عبد الرحمن السلفى رحمه الله رحمة واسعة ثلمة كبيرة لجماعة أهل الحديث عامة ولجامعة الإمام البخارى خاصة ،وكم كان الشيخ محبوبا لدى الإخوة العرب فقد رأينا عشرات المواقع تنشر نعى وفاته وتكتب الثناء عليه وجهوده المشكورة وبالمناسبة أدعو من الله العلي القدير أن يرحم الشيخ ويدخله فسيخ جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ويخلف إبنه البار الأخ الفاضل مطيع الرحمن المدني خيرا آمين والآن أترككم مع الشيخ ابومروان هاشم حتى يبين لكم عن الشيخ وجهوده المشكورة على موقع أهل الحديث
" كان - رحمه الله تعالى- من خريجي الجامعة السلفية ببنارس، ومن خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وصاحب أعمال بناءة، وادوار ريادية في مجالات التعليم، وحامل هموم في الدعوة، وفي النهوض بأبناء جلدته علماً واقتصاداً، فأسس "جمعية التوحيد التعليمية"، لنشر العلم والدعوة، وللانتشال بسكان منقطقته المقوقعين الغارقين في سبات عميق، ونشر عن طريقها شبكةً تعليمية، امتدت خيوطها واتسعت فروعها، فأحاطت بمجالات شتى في التعليم والتربية، فأنشأ "جامعة الإمام البخاري" لإخراج العلماء الدعاة إلى العقيدة الصحيحة، والتمسك بالكتاب والسنة، وأنشأ "كلية عائشة رضي الله عنها" لإخراج العالمات الداعيات إلى الله تعالى، وأنشأ "كلية الهندسة" للنهوض بأبناء المسملين مهنيا وتقنية، وأنشأ معهدا للأطفال لتأهيلهم في العلوم الحديثة تأهيلاً يستطيعون به مواكبة العصر الذي تميز بالانفجار المعرفي، وتعدد الجوانب في الحياة العلمية والتقنية، وأنشأ مجلة"بيام توحيد" بالأردية، لنشر عقيدة التوحيد في بلاد متعددة الديانات والمذاهب।وهكذا كان - رحمه الله تعالى- كله جدا ونشاطا، فأينما حل وأقام، ترك آثاراً ملموسة لجده ونشاطه في مجالات العلم والتعليم والدعوة، ومن هنا لما كان داعية مبتعثا في "بنغلاديش" من قبل "وزارة الشؤون الإسلامية" بالمملكة، ترك آثارا جلية في أكنافها، ومازلنا نرى له يداً واضحة في النهوض بجمعية أهل الحديث لعموم بنغلاديش إدارة وتوجيها. واشتغل - رحمه الله تعالى - بالتأليف والترجمة أيضاً، فألف كتبا باللغة البنغالية وبالأردية، كما ترجم كتباً من العربية إلى البنغالية، وهي كلها في شرح منهج السلف في العقيدة والعبادة والمعاملات. "
واليكم ترجمة موجزة للشيخ نشرتها عشرات المواقع العربية
الاسم: عبد المتين بن عبد الرحمن العنوان: جامعة الإمام البخاري، معهد آباد، ص. ب: 7 ، كشن غنج ـ 855107 ، بيهار ، الهندتاريخ الميلاد: 1/1/1954م
المؤهلات العلمية: (1) شهادة ممتاز المحدثين من المجلس التعليمي للمدارس العربية و الإسلامية بكلكتا، ولاية غرب البنغال (2) شهادة الفضيلة من الجامعة السلفية ببنارس، الهند (3) شهادة الليسانس من كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، المملكة العربية السعودية (4) شهادة الماجستير من جامعة دكا بنغلاديش
المناصب و الوظائف: (أ) مبعوث وزارة الشؤون الإسلامية و الأوقاف والدعوة و الإرشاد بالرياض في الهند (ب) رئيس جمعية التوحيد التعليمية في بيهار (ج) مدير جامعة الإمام البخاري (د) رئيس مجلس الإدارة في المدرسة العالية براحت فور غرب البنغال (هـ) العضوية في عدة مجالس بمديرية كشن غنج ، بيهار (و) رئيس جمعية خريجي الجامعات السعودية في الهند و النيبال (ز) العضوية في جمعية أهل الحديث بولاية بيهار، و كذلك المشرف العام للجمعية في مديرية كشن غنج، بيهار، و المشرف العام للمجلة الشهرية باللغة الأردية (بيام توحيد ـ رسالة التوحيد)، و المشرف العام للمجلة الشهرية باللغة البنغالية (توحيدير داك ـ دعوة التوحيد)
الخبرة: (1) الدعوة إلى الله من عام 1980م (2) التدريس في عدة جامعات من عام 1980م (3) التصنيف و التأليف و ترجمة الكتب و كتابة المقالات و البحوث في شتى اللغات (4) المشاركة في الدعوة بإذاعة المملكة، و الحوار عبر الهاتف في إذاعة الكويت، و قراءة المقالات العلمية في إذاعة بنغلاديش (5) إنشاء المراكز العلمية الإسلامية (6) بناء المشاريع الخيرية ما تهمها بالولايات الشرقية الشمالية و أهاليها (7) إنشاء الجمعيات للشباب و الشابات للدعوة إلى الله (8) إصلاح ذات البين و حل القضايا التي تواجهها أهل المنطقة (9) المشاركة في المؤتمرات و الندوات الداخلية و الخارجية.
رحمه الله رحمة واسعة ، وأدخل الفقيد فسيح جناته وتغمده بواسع رحمته ، وجزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به في السطور السابقة ، وبالمناسبة أريد أن أوضح أن الشيخ أبا مروان (حشر الدين بن عبد الشهيد)أحد خريجي الجامعة السلفية ويتعلق بنفس المنطقة التي كان منها الشيخ رحمه الله ، فإن لديه معرفة قوية بالشيخ وجهوده ، وطلبنا منه أن يدون انطباعاته وذكرياته حول الشيخ في أقرب فرصة، ووعدنا خيراً ، فننتظر منه المزيد في الأيام القادمة -إن شاء الله- .
ReplyDeleteوصلنا نبأ وفاته على الوقت إلا أننا ما كنا ندري تفاصيل الحدث التي ورد ذكرها في موضوعكم ، فجزيتم خيراً ولكننا نرى نحن -أبناء الجامعة السلفية- و أعضاء - جمعية الطلاب النيباليين - في طيبة الطيبة أن مهمتكم كبيرة مما نجده هنا ، فإننا على الرغم من معرفتنا أنكم ما قصرتم في إيفاء الحق الواجب تجاه الجماعة دائماً ، ومن أبرز أمثلته ما أخبرنا به اليوم هاتفياً الأخ عبد العظيم بأنكم نجحتم في إصدار عدد خاص على شيخنا أستاذ الجيل الدكتور مقتدى حسن الأزهري - تغمده الله بواسع رحمته- ، فسررنا بهذا الخبر ونريد أن نشكركم على متابعتكم المستمرة لإنجاز هذا العمل ، على الرغم من هذا كله نرجو المزيد من العناية بهذا الجانب وخاصة العناية بشيخنا شيخ الحديث ومفتي الجماعة الشيخ محمد رئيس الندوي ثم بفقيدنا الحالي الشيخ عبد المتين السلفي الذي كان ترتبطه بفضيلتكم الصداقة الحميمة فإننا بانتظار المزيد من فضيلتكم ، والمرجو من الله أن يحسن عزاءنا في مشايخنا ، فإن جماعة أهل الحديث خاصة اصطدمت بصدامات عنيفة في الأيام الأخيرة بسقوط أبرز أعلامها واحدا تلو الآخر، فنسأل الله أن يلهمنا الصبر والسلوان ، ونشكر فضيلتكم مرة أخرى وندعو الله أن يحفظكم ويرعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه :
عبد الغني القوفي
نيابة عن "أبناء الجامعة السلفية في طيبة الطيبة"
وعن "جمعية الطلاب النيباليين" فيها.